مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/28/2021 05:16:00 م

مومياوات المستنقعات، من هم؟
الجزء الثاني

مومياوات المستنقعات، من هم؟ - الجزء الثاني                                                                                 تصميم الصورة : رزان الحموي
مومياوات المستنقعات، من هم؟ - الجزء الثاني
تصميم الصورة : رزان الحموي

ما سرّ مومياوات المستنقعات

تحدثنا في مقالنا السابق عن مومياوات المستنقعات وتوقنا عند الأمير فريدريك ، لنكمل ماوقفنا عنده في المقال السابق.

مومياء في منطقة فولستر الدنماركية

تم أكتشاف مومياء في منطقة فولستر الدنماركية ،ولكن هذه المرة كانت المومياء مدفونة مع ٧ أقداح زجاجية ودبوس برونزي ، لم يكترث سكان المنطقة للأمر ، فقاموا كما جرت العادة بأستخراج المومياء ودفنها بطريقة لائقة ألا أن الأمر وصل إلى الأمير فريدريك والذي كان معرفا عنه أهتمامه بالأثريات فأمر بأعادة أخراج المومياء وأرسالها إلى المتحف الوطني الدنماركي.

اول صورة ألتقطت لهذه المومياوات كانت في العام ١٨٧١م لمومياء في العصر الحديدي ، اطلق عليها أسم راتروير مان ، والتي وجدت في منطقة كييل في ألمانيا ، توالت الأكتشافات وزدهرت الدراسات والتي أجمعت أن هذه المومياوات هي ليست حديثة بل أن أغلبها يعود إلى |العصر الحديدي| .

 بل أن أقدم المومياء هي تلك التي تعود إلى العصر الحجري المتوسط ، والتي قدر بأنها تعود للعام ٨٠٠٠ ق.م ، هذه المومياء أطلق عليها أسم كويلجيرمان والتي أكتشفت في الدينمارك عام ١٩٤١م هذه المومياء وجد منها الهيكل العظمي فقط ، ولكن أول موياء كاملة كانت لمومياء كاشيلمان والتي قالوا بأن عمرها يعود كما ظنوا للعام ٢٠٠٠ ق.م ، أي للعصر البرونزي ،

مومياء تومندمان

لعل أبرز هذه المومياوات هي مومياء تومندمان التي أكتشفت عام ١٩٥٠م في الدينمارك عندما كان عاملان في أحد المناجم يبحثان عن الفحم ، حال رؤيتهم للمومياء ، ظن العاملان أنهم أمام جريمة قتل ،

تم أستدعاء الشرطة والتي بدورها وقعت في حيرة شديدة ، فهم لم يتمكنوا من تحديد وقت الوفاة ، ليتم أستدعاء أحد علماء الأثار والذي أكد بدوره أن الجثة تعود إلى مايعرف إلى العصر الحديدي وتحديدا إلى القرن الرابع قبل الميلاد .

نقلت الجثة ألى المتحف الدنماركي لدراستها ، حالها كحال الحشرات من المومياوات المكتشفة ، عن هذه المومياء تقول كارين فري عضو فريق الدراسات حول هذا الموضوع ، ان هذه المومياء تمتلك لحية قدر عمرها بثلاثة أيام قبل الوفاة وأنه يمنحك الشعور بأنه سوف يمنحك عينيه ويكلمك وهو شعور حتى مومياء |توت عنخ آمون| لم تمنحنا أياه ، لتبدأ بعدها سلسلة الدراسات الجادة في هذا الموضوع ، لكشف اللغز الغامض والحقيقة وراء هذه المومياوات.

رأي العلماء في حفظ المومياوات

في بداية الأمر تمحورت الدراسات حول الطبيعة التي وجدت فيها هذه المومياوات ، فبعضها كان محفوظ بشكل كلي وهي في الأساس المومياوات التي عثرت  مطمورة في الكامل في بحيرات او مستنقعات الخث ، والبعض كان محفوظ بشكل جزئي وبالأخص الجزء المغطى بالخث

لذلك  أستقر رأي العلماء على أن ماسبب حفظ هذه المومياوات هو الطبيعة التي تتمتع بها مستنقعات الخث ، من مياه أسيدية عالية إلى حرارة منخفضة والنقص الحاد في الأوكسجين ، المومياوات بأغلبها كان الجلد فيها والأعضاء الداخلية بالأضافة إلى الشعر والملابس محفوظة بشكل ممتاز ، ألا أن لون الجلد تحول إلى اللون القاتم بفعل الطبيعة الأسيدية للمستنقعات ،

فهل عرفتم الأن لما كان يتم دفنهم في القرنين الثامن عشر والتاسع شر ، بأعتبارهم جثث جديدة ، أما العظام والأسنان فقد تحللت بمعظمها ، ألا أن ما أثار دهشة العلماء أن هذه المستنقعات كانت هي القبور التي حوت هذه |المومياوات| ، فلم تدفن أو تحرق المومياوات كما جرت العادة في تلك العصور ، ليفتح باب التسائلات.

ما الذي أوصل هؤلاء الأشخاص إلى هذه الطريقة من الموت . . .

لكي تتعرف أكثر على المومياوات ونجيب على سؤالنا تابعنا عزيزي القارئ في المقال اللاحق حيث سنستعرض أحداث مذهلة وشيقة.

حسن فروخ ✍🏻

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.